الشعب السعودي معروف عالمياً باهتمامه الكبير بالموضة والأزياء، سواء كمشترين أو مصممين، والمصممون بالذات -مهما وصلت شهرتهم العالمية- يجسدون في تصاميمهم الهوية السعودية بتنوعها وجمالها.

ونذكر هنا أول مصمم سعودي عالمي "عدنان أكبر" الذي أطلقت عليه الصحافة الفرنسية لقب "إيف سان لوران الشرق"، بعد عرضه عام 1989 في ساحة برج إيفل بباريس، وقد بدأت مسيرته في ستينات القرن الماضي، وافتتح دار الأزياء الخاصة به في مدينة جدة، ومازالت "دار عدنان أكبر للأزياء" حتى اليوم في حي الفيصلية، تقدم أرقى الأزياء التي تنافس الدور العالمية.

في نفس السياق، لن ننسى المصمم السعودي الذي ارتدت من تصاميمه الراحلة الأميرة ديانا والأمير تشارلز، كما سطع اسم "يحيى البشري" كواحد من أبرز المصممين في السعودية، بعدما بدأ نشاطه في عالم الأزياء في نهاية الثمانينات، ويمكن أن ترى في متجره "دار يحيى البشري للأزياء" ، الموجود في مدينة جدة،  تميز تصاميمه بالخطوط الفريدة وغير التقليدية سواء في الأزياء النسائية أو الرجالية.

منذ أن بدأت هيئة الأزياء السعودية نشاطها عام 2019، وضعت أهدافاً واضحة من خلال العديد من المبادرات والبرامج المتخصصة بقطاع الأزياء، وتستهدف الهيئة جميع المصممين السعوديين سواء هواة أو محترفين لينطلقوا بصناعتهم للعالمية، وافتتحت الهيئة أنشطتها بـ حملة مستقبل الأزياء السنوية التي بدأت انطلاقتها عام 2019، وكانت مفعمة بالجلسات الحوارية والنقاشات بين أهم ممثلي وقادة الأزياء في العالم.

كان تدشين الحملة في مدينة الرياض بحضور الأميرة نورة بنت فيصل مديرة تطوير قطاع الأزياء وتنفيذ البرامج في الهيئة، والتي عبرت عن فخرها بتقديم المصممين السعوديين للعالم من خلال الحملة، وأكدت أن الأزياء هي وسيلة لإبراز الهوية الوطنية والثقافة المحلية. كما رأت "لما العقيل" المؤثرة في عالم الأزياء والموضة أن الرياض خلال ال10 سنوات القادمة ستكون أهم عواصم الموضة في العالم.

تقدم الهيئة أيضاً المزيد من الفرص، فهناك العديد من البرامج كبرنامج تصميم الأزياء الاستعراضية و 100 براند وبرنامج "سمو" المقدم من قادة قطاع الأزياء لدعم الجيل الصاعد، و حاضنة الأزياء التي تدعم المصممين وتقدم لهم جميع الخدمات ابتداءاً من الأستوديوهات، وصولاً لربطهم بالمجتمع وكبار التجار في مجال الملابس والأزياء محلياً وعالمياً.

 نوف ملّاوي ، مصممة ومنسقة أزياء من الرياض، أطلقت مجموعة فنية مميزة مستوحاة من حجر الأماثيست الكريم وتدرجاته اللونية الخلابة، لديها علامتها التجارية التي تحمل اسمها، التحقت نوف بأحد برامج هيئة الأزياء وهو برنامج تصميم الأزياء الاستعراضية لعام 2023، لتطور قدرتها على رواية القصص من خلال قطع الأزياء التي تنتجها.

في حديث معها عن مشاركتها قالت: "كان انضمامي للبرنامج ملهماً لي لابتكار تصاميم تحكي قصصًا وتُصنع بالتقنيات الفنيّة الحديثة، غادرت البرنامج برؤية جديدة للإبداع وتقدير أعمق للفن في تصميم الملابس". وعن هيئة الأزياء أكدت نوف: "أنها تقدّم دعمًا كبيرًا وتمكينًا للمصممين في مختلف مجالات الأزياء، كما أنها تساعد في إنشاء نظام أزياء قوي وحيوي داخل السعودية، وتوفر الموارد والدعم لترسيخ السعودية كوجهة للأزياء وداعم للاقتصاد المحلي".

 شهد البهوش فنانة شغوفة بتصميم الأزياء من جدة، وباحثة دكتوراه في مجال الأزياء الاستعراضية، ومصممة أزياء ومهتمة بدراسة التكنولوجيا واستخداماتها في نفس المجال، ترى أن ما تقدمه اليوم هيئة الأزياء بمثابة حلم وتم تحقيقه.

التحقت شهد ببرنامج تصميم الأزياء الاستعراضية أيضاً، وابتكرت خلال فترته التي استمرت 3 أشهر زيّاً أطلقت عليه "روح الطيب"، وهو عمل فنتازي يعبر عن جماليات الثقافة السعودية والروائح المميزة المنبعثة من كرم الضيافة المحلية، وتقول في ذلك: "إن مثل هذه التجربة ستوفر لي الدعم الكافي والتغذية البصرية والخطوات المهارية اللازمة، فالفن والأزياء في المملكة ذو هوية وطابع مختلف ومتميز، مرتبط بحضارة مميزة وتاريخ عريق، وهو ما أنا مهتمة بدراسته".

سلوى الكردي، مصممة أزياء سعودية، هي من بين المشاركين في برنامج "100 براند سعودي" التابع لهيئة الأزياء. بدأت حياتها المهنية في عام 2017 بهدف تصميم أزياء تُشعر الناس بالسعادة دون النظر لآراء الآخرين. التقت كردي بعلامة تومي هيلفيغر للحديث عن تصاميمها، كما شاركت في معرض ضمن كأس السعودية. كما صممت كردي فستاناً مستوحى من تراث المدينة المنورة، لترتديه الممثلة السعودية سمية رضا، بعدها سافرت للمشاركة في أسبوع الموضة في باريس.

لمزيد من المعلومات حول هيئة الأزياء السعودية وفعالياتها، انقر هنا.