يعدّ "مركز المملكة" رمزًا إبداعيًا يزدان به أُفق العاصمة السعودية، وهو أحد أطول المباني في العالم. تولّت شركة الهندسة المعمارية المحلية "عمرانية وشركاه" إلى جانب شركة Ellerbe Becket الأمريكية مهام تصميم المبنى متعدد الاستخدامات الذي يتميّز بجناحيه الشرقي والغربي وبارتفاعه الذي يصل إلى 300 متر. صُمّم شكل المبنى المنحني المتميّز واُستخدمت بعض المواد الخاصة بعناية فائقة بهدف الحفاظ على برودة المركز. فيما تكون الحرارة في أطراف المبنى الضيّقة الممتدة على جانبيه الشرقي والغربي في أعلى درجاتها. ويلفّ المبنى من الخارج جدار من الزجاج العاكس المقاوم لأشعّة شمس المملكة العربية السعودية شديدة الحرارة.

حتى المنطقة المفتوحة في الأعلى لها هدفًا لتصميمها. فلبناء مبنى أطول من الحد المحلي المسموح به والبالغ 30 طابقًا مأهولًا، فأن الطوابق المحيطة بالقوس المعكوس شاغرة، بيد أنها تتصل فيما بينها في قمة المركز، حيث يُتاح للزوار استكشاف جسر المشاهدة الزجاجي والاستمتاع بمناظر المدينة الخلّابة.

تتوفر العديد من الأماكن التي يمكن استكشافها داخل هذا التحفة المعمارية المتطورة وتُعد بدائل رائعة لمن يخشى المرتفعات. تتضمّن هذه الأماكن مركزًا تجاريًا ومطاعم وفندق ومرافق رياضية وصالة أفراح. تقول "دُنيا الدرة" منسّقة حفلات الزفاف في فندق "فورسيزونز" في مركز المملكة: "نظمنا العديد من الأعراس الرائعة إذ يُعدّ برج المملكة وفندق "فورسيزونز" من الواحات المعمارية الأكثر تميزًا في المملكة العربية السعودية".

يحاكي تصميم مركز "إثراء" حديقة يابانية واسعة وخلّابة. وصّممت شركة Snohetta المعماريّة النرويجيّة المركز، وتم تنظيم مبانيه بطريقة متعمّدة لترمز في تجمّعها إلى الوحدة. ويبلغ ارتفاع أطول مبانيّ المركز المعروف باسم "برج المعرفة" ثمانية عشر طابقًا، ويمثّل بجماليته مستقبل المملكة العربية السعودية، وتُشكّل أجزاء الطابق الأرضي من هذه التحفة المعماريّة حاضر المملكة، فيما يفوح عبق الماضي من أجزاء الطابق السُفلي.

يُضفي "إثراء" منظرًا بديعًا على أفق مدينة "الظهران السعودية. المركز مُغطّى بأكثر من 350 كيلومتر من الأنابيب المقاومة للصدأ التي تمّ ثنيها وتأطيرها حول مبانيّ المجمع الستة. وبالإضافة إلى اتباع إرشادات شهادة "الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة" (LEED) استُخدم في بناء المركز مواد مضغوطة بشدّة موجودة في المملكة العربية السعودية، من ضمنها الرمل والطين والحصى، وذلك لضمان مقاومة مباني "إثراء" للحرائق وعزلها للصوت.

يُضاهي جمال المركز الخارجي، جماله الداخلي إذ يتضمّن المركز الذي أهدته "أرامكو" أماكن مثيرة للإعجاب، وكما يقول علي المطيري المدير السابق لمركز "إثراء": يعدّ المركز مكانًا تتشكّل فيه الأفكار والأحلام". هلم لاستكشاف المتاحف والمعارض والمكتبات العامة إضافة إلى المسرح وقاعة الحفلات.

ربما يتبادر إلى ذهنك مشهدًا من مشاهد فيلمٍ خيالي عند رؤية "مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية" (كابسارك) نظرًا لتصميمه المبتكر وكفاءته العالية. في الواقع، يُعد المبنى الأنيق الموفر للطاقة الشمسية والحائز على شهادة (LEED) البلاتينية صرحًا علميًا تجري فيه العديد من الأبحاث، إذ يعمل مجمع أبحاث البيئة والطاقة هذا باعتباره منظّمةً غير ربحية مكرّسة لإيجاد أفضل طرق استخدامات الطاقة كفاءة وفعالية، ويمتدّ المركز على مساحة تُقدّر بـ 70 ألف متر2.

احتلت الاستدامة صدارة الاهتمام عند بدء تصميم مباني المجمع الخمسة المتضمنة "مركز معرفة الطاقة" و"مركز كمبيوتر الطاقة"، وقاعة مؤتمرات مع قاعة عرض ومسرح، ومكتبة أبحاث، و"مصلى" لممارسة العبادة. ويربط تصميم المجمع المباني الخمسة مع بعضها كمساحة واحدة متصلٍة عبر المساحات العامة. يعد مجمع "كابسارك" أحد آخر المشاريع التي أشرفت عليها شركة Zaha Hadid Architects التي تحمل اسم مؤسستها "زها حديد". واستوحت "زها حديد" تصميم المبنى الذي يشبه أقراص العسل المتشابكة من عناصر طبيعية لاحظتها في المناظر الطبيعية الصحراوية.

ويخدم الهيكل البلوريّ هدفًا آخر أكثر عملية، إذ صممت المباني قريبةً جدًا من بعضها بطريقة تُبقي الساحات الخارجية مظللة ومغلقة للحماية من أشعة الشمس الحارقة والرياح الصحراوية. ويُتيح تصميم "كابسارك" الداخلي المعماري الاستراتيجي لمرتدايّ المركز رؤية الطوابق العلوية والسفلية والمساحات الخارجية في آن، مما يعزز من مفهوم مشاركة الأفكار والتواصل بين الزوار والباحثين.