هناك مقولة بدوية قديمة تقول أن: "الخيول هبة الله للبشر".

وهذا ما يؤكده مالك مركز برستيج لتدريب الخيول العربية في الرياض متعب الطّخيس. فحُبّ السعوديين للخيول العربيةِ يَجري في عروقهم. يقول متعب: "نحن العرب ربّينا هذه الخيول، لذلك نعتبرها تراثنا". ومثل العديد من السعوديين، كان متعب مفتونًا بالخيول العربية منذ سنّ مبكرة. لكنه لم يبدأ في عرضها أمام الهواة حتى سافر خارج المملكة للدراسة حيث يقول: "حصلت على درجة الماجستير في علم اللغويات من الولايات المتحدة، وأثناء وجودي هناك، عملت كمساعد في...

اقرأ المزيد
أماكن تراثية وتاريخية

تاريخ الخيل العربي الأصيل

ويتفق معظم الخبراء على أن الخيول العربية نشأت في شبه الجزيرة العربية أو بالقرب منها. وفي حين أن الإبل -الحيوان المحبّب الآخر إلى قلوب السعوديين- وفرّت اللحوم والحليب والجلود ووسائل النقل لسكان الصحراء، إلا أن الخيول العربية كانت أسرع وأكثر قدرة على المناورة، لذا فقد استُخدمت في المعارك ونقل الأحمال وفي السفر.  إن مقاومة السلالة الحديثة وصلابتها ما هو إلا نتاج تطورها في الصحراء؛ إذ تستطيع الخيول العربية الأصيلة البقاء على قيد الحياة على أطعمة غير معتادة، مثل التمر وحليب الإبل.

 

وفي نهاية المطاف، بسبب الحرب والتجارة والتربية والتكاثر، انتشرت الخيول العربية في جميع أنحاء أوروبا وخارجها. ويُعد الإسكندر الأكبر وجنكيز خان وجورج واشنطن ونابليون بونابرت من بين العديد من الشخصيات التاريخية التي ركبت الخيول العربية. وسرعان ما اكتشف الأجانب أنه عندما تزاوجت الخيول العربية الأصيلة مع الخيول المحلية فإنه تحسّن نسلها: فكانت الخيول أسرع وتحتاج إلى طعام أقل وتعيش لفترة أطول ولديها قدرة أكبر على التحمل. ونتيجة لذلك، يُعد الدم العربي مساهمًا وراثيًا قويًا في العديد من سلالات الخيول في جميع أنحاء العالم اليوم. "بدأت حياتهم في شبه الجزيرة العربية وهم في كل مكان الآن، لكن يعود أسلافهم إلى الصحراء".

الرابطة الروحيّة الفريدة بين السعوديين والخيول العربية

على الرغم من أنه يمكن رؤية الخيول العربية في فن مصر القديمة التي يعود تاريخها إلى أكثر من ٣٥٠٠ عام، إلا أن البدو ساكني صحراء شبه جزيرة العرب هم من أنتجوا السلالة النقية الموجودة اليوم وقاموا بتربيتها. ولأنهم عاشوا معًا في الصحراء لفترة طويلة، فإن الصداقة الحميمة بين البشر والخيول في السعودية عميقة. وفي الحقيقة، كان من المعروف أن أصحاب الخيول العربية يتشاركون خيامهم مع خيولهم، كما لو كان الخيل فردًا من أفراد الأسرة. وحث النبي محمد - صلوات الله عليه وسلامه - أصحابه على معاملة الخيول باحترام ولطف.

سمات الخيل العربي الأصيل المميزة

الخيول العربية أصغر من معظم خيول الركوب، ويتراوح ارتفاعها ما بين ١٤٣سم و١٥٥سم، ولديها صورة ظليّة فاتنة، مرسومة برقبة مقوّسة فارعة الطول وذيل مرفوع، وقوام ممشوق ووزن يتراوح ما بين ٣٦٠ إلى ٤٥٠ كيلوغراما. ولأن الخيول العربية رشيقة ومفعمة بالحيوية ولها القدرة على التحمل وتأنس جداً بمخالطة الإنسان، فإنها تتفوّق في أغلب ألعاب الفروسية. والخيول العربية هي الخيول المختارة لمسابقات المسافات الطويلة، ومناسبات الترويض (التي تشبه إلى حد كبير تدريب الطاعة) ومهرجانات استعراض الخيل باللجام. يختم متعب حديثه بقول: "لقد ذهبنا إلى هذه المهرجانات في السعودية وحول العالم مع خيولنا، وقمنا بتربية بعض الخيول الحائزة على جوائز وخيول العائلة المالكة أيضا، ولكن الخيول العربية بالفعل للجميع! إنها خيول جميلة ومذهلة، ولهذا السبب ينجذب الناس إليها. عندما تكون حولها، فهي تأخذك إلى عالم مختلف".

اعرف المزيد عن التقاليد العربية الأخرى، بما فيها الخط العربي والمجوهرات في السعودية على visitsaudi.com.

تحدث مع مرشدتك الذكية