محطة تبوك - سكة حديد قطار الحجاز

بدأ العمل على إنشاء سكة الحجاز الحديدية منذ عام 1900م، واستغرق 8 أعوام ليكتمل. تخللت المشروع عقبات شكلتها صعوبة التضاريس وتنوعها، فشُيّدت على مساره العديد من الجسور، أطولها في أراضي السعودية، وهو الممتد على وادي الأخضر، كذلك حفر نفق في إحدى الجبال في منطقة الأخضر.

يبدأ الجزء الممتد للسكة داخل حدود السعودية من حالة عمار في الشمال، ويمتد جنوبًا إلى أن ينتهي في المدينة من المنورة، ويمر بـ 32 محطة، يفصل بين كل واحدة منها 20 كلم تقريبًا، تتضمن استراحات، وأماكن للتموين والصيانة والحراسة. كان الهدف في البدء أن يمر المشروع بمكة المكرمة والمدينة المنورة، ثم يمتد على ساحل البحر الأحمر حتى يصل إلى اليمن، إلا أن السكة توقفت عند المدينة المنورة لتكون محطتها الأخيرة، وقد وصل إليها أول قطار بتاريخ 22 أغسطس 1908م.
 

شكّلت سكة الحديد خلال فترة خدمتها نقلة كبيرة في أعداد الحجاج، إذ بلغ عددهم 300 ألف حاج في عام 1914م، غير أن ظروف الحرب العالمية الأولى التي نشبت في العام نفسه تسببت في إتلاف أجزاء كبيرة منها، ومن ثم تعطيلها عن العمل.

تُعد محطة تبوك من المحطات الرئيسة لسكة الحديد، وهي ثالث أكبر المحطات مساحة، بعد محطتي المدينة المنورة والعلا. تحوي المحطة نحو 13 مبنى شُيّد ليضمن راحة الحجاج المسافرين، منها: مستشفى، واستراحة، وحجر صحي. ثم تحوّلت المحطة إلى متحف يضم أهم الأدوات المستخدمة في تشغيل المحطة آنذاك.

في 1 سبتمبر 1906م، كان لبلوغ سكة الحديد أرض تبوك وهجًا تحفظه ذاكرة المكان؛ إذ أُقيم بهذه المناسبة حفل دُعي إليه تجار وشيوخ قبائل وأعيان، فأدوا صلاة الفجر في مسجد الرسول -أو كما يُعرف الآن بـ"مسجد التوبة"، ثم شرعوا في الاحتفال بهذا الحدث الذي غيّر ملامح الخريطة وقرّب المسافات